الدولة العثمانية - علي محمد الصلابي

.

علي محمد الصلابي


عندما تقرأ تاريخ الدولة و الخلافة العثمانية فإنك تقرأ تاريخاً حافلاً بكل ما حوى التاريخ من دروس و عِبَر و أفراح و أتراح و انتصارات و انكسارات .. ذلك أن تاريخ العثمانيين إمتد على مدى ما يقرب من سبعة قرون من عمر أمة الإسلام .. و مر بكل المراحل التي تمر بها الأمم منذ مولدها و نشأتها ثم قوتها و عزتها وصولاً إلى ضعفها و انهيارها ..

فإنك ترى في تاريخ دولة بني عُثمان كيف وُلِدَ عثمان نفسه الذي تنتسب إليه هذه الدولة العظيمة في نفس العام الذي سقطت فيه بغداد في أيدي التتار فدمروها تدميرا .. و تسرح بخيالك من يا تُرى وُلِد لحظة السقوط الثاني لـ بغداد على يد الصليبين الأمريكان ليرد للأمة عزها و مجدها ..


و تفرح و تضحك حتى تبدو نواجزك لما ترى انتصاراتهم على النصارى الشرقيين و الغربيين و تَمدُّد دولتهم السريع في أوروبا من جهة الشرق في نفس الوقت الذي يخرج فيه المسلمون مهزومين من الأندلس في غرب أوروبا ..

و ترى أن الدولة مازالت قوية عزيزة مرهوبة الجانب من أعدائها مادام السلاطين الأقوياء من بني عثمان يقودون الجيوش بأنفسهم .. فتعلم لماذا آل أمر المسلمين لما نحن فيه من هوان لمَّا حَكَمَها هؤلاء الطراطير القائمة على بلاد المسلمين اليوم ( مع الإعتذار الشديد للطراطيرأن شبهتهم بتلك الشرذمة السافلة التي تسلطت على بلادنا )

و تعلم كيف فتح محمد الفاتح القسطنطينية بمدفع صَمَّمَه علماءُ مسلمون ( منهم الفاتح نفسه ) و صُنِع بأيدي إسلامية و بمواد خام إسلامية على أرض إسلامية .. و مازال هذا المدفع قائم إلى اليوم ليشهد أن هذا التخلف الذي يعيش فيه المسلمين اليوم إنما هو تخلف مقصود و ليس عن جهل أو قلة عقل أو ذات يد

ثم تحزن أن ترى الطعنة توجه لجسد هذه الدولة من داخلها لما عجز أعداؤها عن قتالها وجا لوجه في ساحات المعارك .. فأقاموا من داخلها من يهدمها من عملاء و خونة أمثال محمد على ( وائد النهضة الحديثة في بلاد المسلمين ) و مصطفى كمال أتاتورك و غيرهم

ثم لا تملك أن تبكي دما من قلبك عندما تعلم أن الضربة القاضية لهذه الدولة جاءت من شريف هاشمي خائن , أبو خونة , جد خونة .. هو " الشريف حسين " أمير المُغفلين ( و أولاده و أحفاده هم الخونة ملوك الأردن الحاليين ) .. و لكنك حينها تعي الدرس جيدا و هو أن المسلمين لا رابط يربط بينهم إلا الدين و الدين فقط .. أما الأعراق .. أما اللغات .. أما الجنسيات فليس لها بين المسلمين مكان .. فلابد لهم أن يدعوها لأنها مُنتنة .. 





https://drive.google.com/open?id=0Bzq111_5nTBGbnFFRUE5LVVvNkk


تعليقات فيسبوك
0 تعليقات بلوجر