بيريرا يدعي رواية لــ أنطونيو تابوكي:
مجددا نلتقي مع الروائي الإيطالي أنطونيو تابوكي في أهم رواياته "بيريرا يدعي"، حسب النقاد، التي اختار البرتغال مسرحا لأحداثها خلال عام 1938 من أجل نقد الديكتاتورية. وقد اعتمد في هذا النص علي بعض الوثائق التاريخية، والرواية مزيج من الفلسفة والخيال، تقع أحداثها في عهد الديكتاتور أوليييرا سالازار إبان نشوب الحرب الأهلية في إسبانيا، وصعود الفاشية في ألمانيا وإيطاليا. وبيريرا الصحفي في القسم الثقافي، مريض القلب، السمين، غزير العرق، يتعثر في طريقه بالشاب المعارض للفاشية مونتيرو روسو الذي يدفعه إلي طرح قاس للواقع المفروض عليه في مدينته، ويغرق بيريرا في مقالات الشاب، ويقيم تأملاته الخاصة حول الدور الذي يلعبه الأدب من خلال الخطاب الاخلاقي، فحاول أن يغطي بعض الأخبار بالشكل الذي يوحي بتأكيد سوء أحوال الديكتاتورية وما تؤدي إليه من كوارث بشكل عام.كلمة "بيريرا يدعي"تتناثر علي امتداد النص مسببة نوعا من الإحساس بالدهشة معطية أكثر من انطباع: فهو قد يعطي الانطباع بأن مصادر ما يحكيه هو الأرشيف والوثائق, أو أنه يحكي حكاية بشكل ما, وقد يبدو وكأنه يتحدث أمام محكمة, وأيضا قد يبدو كأنه يتحدث أمام محكمة القراء.
يري تابوكي أن الأدب هو الوسيلة التي يتحقق بها نوع من السفر إلي روح الآخرين مؤكدا أن هذا الانتقال الذي نخرج به من أنفسنا إلي أرواح أخري هو بمثابة المعجزة الصغيرة المسموح بها في حياتنا كما يري أن الكاتب لابد أن يحب الشخصية التي يكتب عنها لكي يتقمصها مهما كانت مختلفة عنه شخصيا لذلك فهو يقول عن شخصية بيريرا مثلا: لقد غيرني بيريرا وعلمني الكثير أيضا وما حدث لي يحدث للقراء الذين يضعون أنفسهم مكان بيريرا.
