عن:

المؤلف: أنطونيو تابوكي
المترجم: وفاء شوكت
الموضوع: روايات عالمية
الناشر: دمشق - ورد للطباعة والنشر والتوزيع
عام النشر : 2000 الطبعة: 1
عدد الصفحات: 160
"كان الشيء الوحيد في الحياة الذي لم يستطع غاريبالدو فهمه، هو الموت. راح ينظر إلى والده المسجَّى في النعش، ويداه مطويتان على بزَّة عرسه، وجبينه محاط برباط أبيض، لقطع السيلان الأصفر. في هذه اللحظة، أغاثَهُ والدُه: جلس على قفاه، سحب ساعته من جيبه وقال:
"ما يزال لدينا قليل من الوقت".
ثم طلب نصف سيجار، وحاول، وهو يدخّن بلذَّةٍ هادئة، أن يُفهمه، إن لم يكن ما هو الموت، فعلى الأقل، ما هي الحياة ".
أحداث:
تدور أحداث هذه القصة على النحو التالي: بلدة توسكانية في المستنقعات قريبة من البحر. تجتاز ثلاثة أجيال من المحاربي, بتقليد عائلي وبالغريزة, تاريخ إيطاليا من الوحدة حتى التحرير, وتعطي للقميص الأحمر الانعكاسات السوداء للفوضوية, لتصنع منه علماً شيوعياً. شخصيات ذات أسماء لها دلالات: غاريبالدو, كوارتو, فولتورنو, يرمون أنفسهم أو يدفعون, ابتداءً من قريتهم الصغيرة, في رحلات مليئة بالمخاطر, أو في حروب في أوروبا وأفريقيا والأمريكيتين, تماماً كما تتوسع حياتهم الزاهدة في أعمال ومشاريع مليئة بالقوة حتى الموت في المعركة ضد الأسياد (الذين يمثلهم الحرس الملكي, خفراء الصيد, الفاشيون من كل نوع, والشرطة الجمهورية). نساء لا يواجهن الواقع فقط, بل الأهواء والطوالع, في أشكال تشبه لعبة غميضة مأساوية- كوميدية.كاهن شعبي ومفكر حر, ينتهي كخلد, متأملاً تحت الأرض أخطاء الكنيسة. هذه هي بعض الأدوات التي سيشيد بها المؤلف هذه الحكاية الشعبية التي يرجع طابعها الشعبي الى محتواها أساساً. إن ساحة إيطاليا هي حكاية شعبية تتمتع برهافةٍ تجعل جرأتها غير مرئية. ويعرف قراء تابوكي بأي نفاذٍ, وحتى بأية براعة طور فيما بعد إبداعاته الرائعة محققاً العالمية, التي هي أيضاً من النوع الثقافي وتقدم فسحة لا تنضب لبناه الذهنية.