بدايات... مشروع بحث عظيم للمؤلف يكتب فيه عن تاريخ عائلته التى تبدأ من لبنان ثم تمتد في انحاء المعمورة..أمريكا - كوبا - مصر - استراليا - تركيا، تاريخ حافل لفترة تزيد عن القرن يستحضر فيها أطياف الأسلاف والأجداد.. نهاية إلى الأحياء منهم، يقتفي أثرهم بأسلوب بارع.. جميل كما يقول عنها المؤلف:
"إنها سيرة وتاريخ أسرة آل معلوف...اسم بمثابة وطن وإخلاص أزلي بمثابة إيمان... وهي في الواقع اعتراف مهيب بالجميل، وهي كذلك صلات مديدة ونبيلة، نشيد حب إلى أسرة تظل الوطن الوحيد" لهذا الأديب الذي يعيش في منفى الإغتراب.
الكتاب يعتبر مرجع تاريخي لتلك الفترة الزمنية فهو يصف المجتمع ويؤرخ للأحداث التى وقعت في ذلك العهد من حروب ومجاعات.. حيث يذكر فيه أحد المجاعات بسبب الجراد عام 1915 حيث بلغ عدد الموتى أكثر من 100000 شخص.
كما يلفت نظر القارئ للأسلوب الرائع في تحرير الرسائل بين أفراد الأسرة ومقدار اللياقة والإحترام بينهم... وماتحويه من صيغ بلاغية.. على الحصر رسالة "جبرايل - غبربال" لأخيه بطرس وفي نهايتها يعتذر عن الإطالة لإنه نسي اللغة العربية التي لم يتعلمها... أجزم أن أغلبنا في هذا الوقت لا يستطيع أن يكتب مثلها.
أعجبت كثيرا بجدي المؤلف "بطرس وغبريال" فعندما تخلى بطرس عن وظيفته وهب لنجدة أخيه في كوبا وقد تعلم الإسبانية في 40 يوما أمضاها على متن الباخرة وعندما وصل إلى هافانا تمكن من المثول أمام المحكمة وانتشال شقيقه من كبوته مع أنه كان مدرسا في لبنان.
كما وضح المؤلف ان موت الشخص ...يحدث عندما ينتفي وجوده في العائلة لأي سبب وليس شرط أن يموت حيث يهمل ذكره ويختفي أسمه كما حدث مع "الفريد" عندما قال:
"هذا لايعني أن العائلة غفرت لألفرد فقد نبذته بين عشية وضحاها. نبذته من الذاكرة إلى الأبد بدون قدح أو ذم أو حملة تنكر فقط النسيان في رسائل العائلة ، اختفى اسمه اعتبارا من 1921 ولم يعدأحدهم يتسقط اخباره أو يأتي على ذكره
فقد انتفى وجوده بكل بساطة"
موقف مؤثر جدا لقاء المؤلف مع "وليم" ابن الفريد في هافانا وعند رؤيته للصور وقد قال عنها:
"إنه في الثمانين وكان ينتظرنا بالفعل على عتبة المنزل ،هذه هي المرة الأولى في حياته التي يلتقي فيها أحد أقاربه الذين أختفوا، يشعر بالمرارة. لم يفهم سبب تخلي الأهل عن أبيه وامه واخوته وعنه".
التعريف بالكتاب من المصدر:
http://www.goodreads.com/book/show/416632.Or_genes